المغـرب/ حزب النهضة والفضيلة: أزمة داخلية تكشف عن تحديات الانضباط الحزبي
الوطن24/ الرباط
في مشهد يعكس تحديات الانضباط داخل الأحزاب السياسية المغربية، أقدمت الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة على طرد عضوين من صفوفه، مما أثار جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية والإعلامية. وبينما حاولت بعض المواقع الإلكترونية ربط الطرد بصورة أحد العضوين مع شخصية شيعية، إلا أن مصادر من داخل الحزب نفت أن يكون هذا هو السبب الحقيقي وراء الإجراء.
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن السبب الجوهري يعود إلى تصرفات تتنافى مع القوانين الداخلية للحزب، والتي تمس بمبادئ الانضباط الحزبي. وقد جاءت هذه القرارات بعد قيام إحدى العضوات المطرودات برفع دعوى قضائية باسم الأمانة العامة ضد أرملة الأمين العام الراحل، دون علم أو استشارة قيادة الحزب. هذه الدعوى القضائية التي قدمت في ظرف حساس، حيث لم يمضِ أسبوع على وفاة الأمين العام، خلقت استياءً كبيراً داخل صفوف الحزب.
ويبدو أن الأزمة التي تواجهها الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة ليست مجرد نزاع داخلي عابر، بل تكشف عن تحديات أكبر تتعلق بكيفية الحفاظ على وحدة الصف والانضباط المؤسساتي. ورغم أن هذه القرارات قد تبدو حازمة، إلا أنها تعبر عن رغبة القيادة في فرض الاحترام للقوانين الداخلية، ومنع أي تجاوزات قد تؤثر على سمعة الحزب أو على استقراره الداخلي.
وبينما يحاول الحزب تجاوز هذه الأزمة، يبقى السؤال مطروحاً حول قدرة القيادة الجديدة على إعادة ترتيب البيت الداخلي وإصلاح ما أفسدته مثل هذه الخلافات. هل ستتمكن الأمانة العامة من تعزيز الانضباط الحزبي وإعادة الثقة في القيادة، أم أن هذه الأزمة ستفتح الباب أمام انقسامات أعمق؟
تظل الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة أمام اختبار صعب، وهي الآن مطالبة باتخاذ خطوات جريئة لترميم العلاقات الداخلية وتجنب أي تصعيد قد يضر بوحدة الحزب ومكانته على الساحة السياسية.