صراع الإعلام الرياضي في المغرب: من يتحكم في السلطة الرابعة؟

الوطن24/ بقلم: عبد الهادي العسلة
في مشهد يثير التساؤلات حول مستقبل الإعلام الرياضي في المغرب، اندلعت مواجهة شرسة بين الجمعيات الصحافية الرياضية والجمعية الوطنية للإعلام والناشرين حول أحقية تدبير التغطية الصحفية وتأطير المجال الإعلامي. هذا الصراع، الذي يبدو في ظاهره خلافاً تقنياً، يكشف عن صراع أعمق بين نزعة تسلطية تسعى إلى الهيمنة على المشهد الإعلامي، ومحاولات المجتمع المدني الحفاظ على استقلاليته.
توجيه السلطات نحو منح الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين سلطات مطلقة وحصرية يطرح تساؤلات حول نوايا أجهزة الدولة ومدى احترامها لروح الديمقراطية. هذه الخطوة تُقرأ كامتداد لهيمنة “الدولة العميقة” التي تعمل بآليات غير شفافة، وتُظهر انحيازاً واضحاً لطرف على حساب آخر، في محاولة ربما لتكميم الأصوات التي تتمتع باستقلالية نسبية.
لكن، هل يحتمل الإعلام الرياضي هذه المعارك المفتعلة؟ المغرب، وهو على أعتاب استحقاقات رياضية كبرى، يحتاج إلى إعلام قوي ونزيه قادر على مواكبة هذه الأحداث بجدارة. فبدلاً من الدخول في صراعات تُضعف الجسم الصحفي، يجب أن يكون التركيز على تعزيز المصداقية واحترام السلطة الرابعة، التي تُعتبر في الدول الديمقراطية “صاحبة الجلالة”.
الوضع الحالي يستدعي أكثر من أي وقت مضى حواراً مفتوحاً وصريحاً بين جميع الأطراف. على الأجهزة والمؤسسات المشرفة على الشأن الرياضي أن تُوضح سياستها الإعلامية، وأن تعمل على خلق مناخ تعاوني بعيد عن الإقصاء والتحكم. مصلحة الوطن أولاً، واحترام التعددية الإعلامية ثانياً، هما الطريق الأمثل لتحقيق إعلام رياضي يرتقي لتطلعات المغاربة ويواكب طموحات المملكة على الساحة القارية والعالمية.
فهل تتحرك الأطراف المعنية لتجاوز هذه الأزمة؟ أم أن الإعلام الرياضي سيبقى رهين صراعات تزيد من انقسامه وتُضعف دوره كمصدر للمصداقية وقوة معنوية تُعبر عن نبض الشارع المغربي؟