كرة القدم داخل القاعة: بين الانتقادات والاعتراف بعبقرية هشام الدكيك

جواد بشرى

في وقت يتصاعد فيه الحديث عن كرة القدم داخل القاعة، ويُطرح الطموح المغربي لتحقيق كأس العالم، علينا أن نقف وقفة احترام وواقعية تجاه تطور هذه الرياضة. صحيح أن دولاً كثيرة سبقتنا بسنوات ضوئية في هذا المجال، لكن المغرب شهد قفزة نوعية في السنوات الأخيرة بفضل جهود استثنائية تستحق التقدير.

تاريخ هذه الرياضة في المغرب ليس طويلاً، فقد كانت تُمارس بشكل محدود في القنيطرة، حيث كان فريق أجاكس القنيطرة أول من عرف في هذا المجال. أما البطولة الوطنية، فلم تكن موجودة حتى السنوات العشر الأخيرة، وبدأت بعدد محدود من الفرق لا يتجاوز العشرة.

ومع ذلك، يأتي هنا الحديث عن شخص استثنائي، هشام الدكيك. هذا المدرب لا يستحق منا إلا التصفيق والاحترام، بغض النظر عن النتائج النهائية. حتى لو احتل المنتخب المركز الأخير في بطولة كبرى، فإن ما يحققه الدكيك مع المنتخب الوطني يُعد إنجازاً يقترب من المستحيل في ظل الموارد والإمكانيات المتاحة. عبقريته لا تتجلى فقط في النتائج، بل في الطريقة التي استطاع بها أن يأخذ المنتخب من مرحلة النسيان إلى المنافسة على أعلى المستويات العالمية.

قد نكون محظوظين حقاً بأننا نعيش في نفس الحقبة مع هذا المدرب النابغة، الذي يواصل صنع الفارق، ويثبت أن النجاح لا يُقاس دائماً بالكؤوس، بل بالروح القتالية والعزيمة والإصرار على تحقيق المستحيل.