مـلاعب الـقـرب: مـن حـلـم ريـاضـي إلــى عبء مـالـي يُـثـقـل كـاهــل شباب المغــرب.

الوطن24/ الرباط
مشروع “ملاعب القرب” الذي أطلق في المغرب كان في البداية حلماً رياضياً يهدف إلى توفير فضاءات مجانية للشباب لممارسة الرياضة، خاصة كرة القدم. هذه المبادرة جاءت في إطار محاولات الحكومة لتعزيز الرياضة كجزء من التنمية المجتمعية، وتشجيع الشباب على النشاط البدني وتقوية العلاقات الاجتماعية في الأحياء. الملاعب كانت بمثابة متنفس حقيقي للشباب في مختلف المناطق، مما ساعد في تقليل الجريمة والبطالة وخلق بيئة إيجابية للتجمعات الرياضية.

لكن مع مرور الوقت، تحولت هذه الملاعب من فضاءات مجانية إلى مشاريع تجارية تفرض رسوماً شهرية على كل من يرغب في استخدامها. هذا التحول أثار جدلاً واسعاً بين الشباب الذين يعتبرون أن هذه الرسوم تمنع العديد منهم، خاصة ذوي الدخل المحدود، من الاستفادة من هذه البنية التحتية التي كان الهدف منها في الأصل خدمة الجميع.
التوجه التجاري لملاعب القرب يعكس نوعاً من الخصخصة غير المعلنة، حيث أصبحت إدارتها تُمنح لمستثمرين أو جهات محلية تفرض بدورها مبالغ مالية على المستخدمين. وبرر بعض المسؤولين هذا التحول بأنه ضروري لصيانة الملاعب وضمان استمرارية الخدمات المقدمة. لكن هذا التبرير لم يكن مقنعاً للكثيرين، الذين يرون أن الحق في ممارسة الرياضة يجب أن يبقى متاحاً للجميع بدون تكاليف إضافية.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستتمكن الجهات المعنية من إعادة النظر في هذا القرار وإيجاد حلول وسط تمكن الشباب المغربي من استعادة حقه في ممارسة الرياضة مجاناً في هذه الفضاءات؟ أم أن ملاعب القرب ستظل خاضعة لمنطق السوق، حيث تكون الرياضة امتيازاً لمن يستطيع تحمل التكلفة؟
ولنا عودة لهذا الموضوع بتفاصيل وأحداث مؤلمة تعكس واقعاً صعباً يعيشه الكثير من الشباب المغربي، وخاصة أولئك من ذوي الدخل المحدود وعشاق كرة القدم. فالتحول الذي شهدته “ملاعب القرب”، من مساحات مجانية للجميع إلى مشاريع تجارية تستنزف جيوب الأسر الفقيرة، يمثل خيبة أمل كبيرة ويثير تساؤلات حول العدالة الاجتماعية.

سنلقي الضوء في المرة المقبلة على قصص حقيقية لشباب يحلمون بممارسة كرة القدم، لكنهم وجدوا أنفسهم مجبرين على التخلي عن شغفهم بسبب رسوم لا يستطيعون تحملها.