المغرب: حين توحّدت جماهير الرجاء والوداد ضد العبث… ولقجع في قلب زلزال المقاطعة!

في سابقة غير مسبوقة في تاريخ كرة القدم المغربية، اختارت جماهير الرجاء والوداد أن تصنع الحدث خارج المستطيل الأخضر. لم يكن الأمر يتعلق بهدف قاتل أو تتويج بلقب، بل بموقف موحد وغير متوقع: مقاطعة الديربي.

الدار البيضاء، القلب النابض للكرة المغربية، كانت على موعد مع ديربي لا يشبه أي ديربي.
مدرجات فارغة، صمت ثقيل، وغياب تام لجمهورين لطالما أشعلا المواجهات بأهازيج خالدة وتيفوهات أبهرت العالم.
لكن هذه المرة، المشهد كان مختلفاً… مشهد المقاطعة.

الرسالة كانت واضحة: لا يمكن الاستمرار في دعم منتوج كروي لم يعد يمثل طموحات الجماهير. لا يمكن السكوت عن قرارات تُتخذ في الكواليس، وتُمرر كما لو أن لا أحد يرى أو يسمع.

أقوى ما في هذه اللحظة التاريخية، هو أنها جمعت جمهورين عُرفا طيلة عقود بالندية والصراع.
جمهور الرجاء وجمهور الوداد… اتفقا على أن الصمت أبلغ من كل الهتافات.
اتفقا على أن كرامة المشجع فوق كل الألقاب، وأن كرة القدم ليست مسرحية نلعب فيها دور المتفرج المغفل.

في قلب هذه العاصفة، يقف اسم واحد في مرمى النيران: فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. الرجل الذي لطالما قدّم نفسه كمهندس “النهضة الكروية”، يجد نفسه اليوم في مواجهة جماهير تقول له: “لسنا جزءاً من مشروعك إذا لم يحترم صوتنا”.

ما وقع في المغرب لا يحدث كل يوم. لم يسبق لأي بلد في العالم أن شهد توحّد جماهير غريمتين تاريخيتين، ليس حباً في بعضهما، بل رفضاً لواقع كروي لم يعد يُحتمل.
الإنجاز هذه المرة كان أخلاقياً وشعبياً… لا ميداليات، لا كؤوس، فقط وعي جماهيري وصل حدّه الأقصى.

الملعب كان فارغاً، لكن الرسالة كانت ممتلئة.
لا أحد سجّل أهدافاً، لكن التاريخ سجل موقفاً.

المغرب كتب صفحة جديدة في كتاب الكرة… صفحة بيضاء، لكنها أنصع من كل الألقاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *