المغـرب: عودة عقارب باب المريسة.. كيف أضاءت ساعة سلا المهجورة قلوب السلاويين بعد 30 عاماً من الظلام.

في حدث كان أشبه بعودة الزمن نفسه، انتفضت مدينة سلا على وقع استيقاظ ساعة “باب المريسة” العريقة التي توقفت عقاربها لثلاثة عقود كاملة، وكأنما الزمن كان يترقب هذه اللحظة التي ينبعث فيها الماضي من جديد. ساعة باب المريسة، تلك التحفة الأثرية التي رافقت أجيالاً وتوقفت عن العمل منذ ثلاثين عاماً، عادت اليوم لتدق من جديد، لتثير موجة من الحنين والفخر بين السلاويين، الذين استقبلوا الحدث بفرحة لم تخلُ من الدموع.

إن إعادة تشغيل الساعة لم يكن مجرد إصلاح ميكانيكي، بل هو فتح لصفحات تاريخ المدينة، حيث باتت الساعة رمزاً لإرث سلا الغارق في الزمن، وصرخةً لتجديد الأمل في نفوس سكانها. عكفت فرق من الخبراء على ترميم الساعة، وتكفلوا بإعادتها للعمل في عملية دقيقة أشبه بجراحة للروح السلاوية، وسط آمال بأن تعقبها مشاريع ترميمية أخرى لمواقع أثرية منسية أُهملت لسنوات طويلة.

والآن، وسط مشهد عقارب الساعة المتحركة، يعيش السلاويون شعورًا استثنائياً، كأنما الحياة عادت تتدفق في عروق المدينة القديمة، وتوجه رسالة لكل من يعشق سلا: ماضينا يعود، وحاضرنا ومستقبلنا بانتظارنا.