المغرب: مؤسسة “جدارة” تكرّم قيادات نسائية وتُلهم شابات المستقبل

في مبادرة مغربية ملهمة، احتضنت مدينة الدار البيضاء، يوم الجمعة 19 أبريل 2024، فعاليات النسخة السادسة من ماستر كلاسيومها من أجلها – Her Day For Her الذي نظمته مؤسسة “جدارة”، بحضور حوالي 300 مستفيدة ومستفيد من برامج المؤسسة، إلى جانب نخبة من السيدات الرائدات في مجالات متنوعة.

ويهدف هذا الحدث السنوي إلى إبراز نماذج نسائية مغربية مشرفة، وتعزيز الثقة في النفس لدى الفتيات، خصوصًا المنحدرات من أوساط اجتماعية هشة، من خلال الاطلاع على تجارب نساء تحدّين العقبات وحققن التميز في مجالات كالإعلام، الطاقة، التعليم، العلوم، وريادة الأعمال.

وشهدت هذه الدورة تكريم ست قيادات نسائية بارزة، من بينهن خديجة بندم، الخبيرة المغربية في السلامة النووية، التي تشغل مناصب عليا داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتمثل نموذجًا للتفوق العلمي المغربي على المستوى الدولي. كما تألقت الإعلامية فاطمة إفريقي، بصوتها النقدي وتجربتها الطويلة في تنشيط البرامج وكتابة الرأي والتدريس.

وفي مجال الريادة الرقمية، تميزت نسرين الكتاني، بصفتها صانعة محتوى و”بطلة الشباب” ضمن شراكة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، من خلال عملها في مشاريع شبابية وتواصلية مع منظمات دولية. أما نزهة زنبوع، الكفيفة والمناضلة من أجل الإدماج، فبرزت كأستاذة مختصة في طريقة برايل ومنسقة إقليمية للتربية الدامجة بوزارة التربية الوطنية، مدافعة عن حق الجميع في تعليم عادل ومنصف.

ومن جانبها، عرضت الباحثة سكينة بن نعمان، الحاصلة على دكتوراه في الكيمياء من جامعة تولوز، تجربتها في مجال الطاقة المستدامة، حيث تساهم في تطوير بدائل بيئية للصناعات الكيميائية، وتسعى إلى تبسيط العلوم ونقلها للعموم. كما شاركت الدكتورة نوال الحوتي، الخبيرة في الإعلام الرقمي ومؤسسة Global Influencers Summit، في مناقشة التحولات التي تعرفها العلاقات العامة وصناعة التأثير الرقمي.

وفي كلمة له بالمناسبة، صرّح حميد بلفضيل، الرئيس المدير العام لمؤسسة جدارة، قائلاً: “نحن في المغرب نؤمن بأن النجاح يبدأ من القدوة. ومبادرة Her Day For Her تجسد هذا الإيمان، وتمنح الفتيات الأمل في المستقبل. لقد رافقت جدارة منذ 2001 آلاف الشباب نحو تعليم جيد وإدماج مهني فعّال، مع تركيز خاص على الفتيات اللواتي يشكلن اليوم 74% من مجموع المستفيدين”.

وأكدت سميرة كبى، المسؤولة عن التواصل والتطوير بالمؤسسة، أن “اختيار الضيفات تم بعناية، لتقديم نماذج واقعية وملهمة، يمكن للمستفيدات أن يرين أنفسهن من خلالها، ويؤمنّ بإمكاناتهن”، بينما شدّدت المديرة التنفيذية أميمة مهيجر على أن اللقاء “شكّل لحظة إنسانية قوية، أتاحت الحوار المباشر مع شخصيات استثنائية، وأظهرت أن التمكين لا يكون فقط بالدعم الأكاديمي أو المالي، بل أيضاً ببناء روابط إنسانية تُنعش الحافز الداخلي وتصنع الفارق”.

وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة جدارة، وهي جمعية مغربية ذات منفعة عامة، واكبت منذ تأسيسها سنة 2001 أكثر من 3543 مستفيدًا، بينهم 793 حاليًا في طور التكوين، وتحقق نسبة إدماج مهني تفوق 92%. كما يحتل 70% من الطلبة الممنوحين المراتب الأولى في دفعاتهم، ما يعكس التزام المؤسسة والمغرب عموماً بتعزيز تكافؤ الفرص وبناء جيل من القادة الشباب والقيادات النسائية.