المغرب يحتفي بثقافته… الأمير مولاي رشيد يفتتح معرض الرباط الدولي للنشر والكتاب

 شهد المغرب اليوم الخميس لحظة ثقافية متميزة، حيث ترأس صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد افتتاح الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، وذلك بفضاء أو إل إم – السويسي بمدينة الرباط، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

ويأتي هذا الافتتاح ليعكس بجلاء العناية الخاصة التي يوليها المغرب، بقيادة جلالة الملك، للثقافة والمعرفة، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لبناء مجتمع مغربي مزدهر، منفتح ومتجذر في هويته الحضارية.

وقد قام الأمير مولاي رشيد، بهذه المناسبة، بجولة في عدد من الأروقة المشاركة، حيث استهل زيارته برواق إمارة الشارقة، ضيف شرف هذه الدورة، في خطوة تؤكد عمق العلاقات التاريخية والثقافية بين المغرب ودولة الإمارات العربية المتحدة. كما شملت الزيارة أروقة دولة فلسطين، وزارة الشباب والثقافة والتواصل، المعهد الفرنسي، الشركة الشريفة للتوزيع والصحافة، دار الأمان، وعالم السنافر، وغيرها من الفضاءات التي تعكس غنى المشهد الثقافي المغربي والعربي والدولي.

المعرض، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع جهة الرباط-سلا-القنيطرة وولاية الجهة، يعرف هذه السنة مشاركة 756 عارضاً من 51 بلداً، ويقترح أزيد من 100 ألف عنوان تغطي مختلف مجالات المعرفة والابتكار الأدبي والعلمي.

وفي خطوة لافتة، يحتفي المغرب من خلال هذه الدورة بمغاربة العالم الذين ساهموا في إشعاع الهوية الوطنية في المهجر، كما يخصص فقرات لتكريم رموز الفكر والثقافة بالمملكة، إلى جانب تقديم جوائز أدبية مرموقة من قبيل جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة والجائزة الوطنية للقراءة، وهو ما يؤكد حرص المغرب على تعزيز ثقافة الاعتراف وتشجيع الإنتاج المعرفي.

وتتضمن الدورة الحالية برنامجاً ثقافياً حافلاً يشارك فيه نخبة من المثقفين والكتاب من داخل المغرب وخارجه، من خلال ندوات فكرية، لقاءات أدبية، أمسيات شعرية، وتقديم إصدارات جديدة، إلى جانب أنشطة موجهة للأطفال والتلاميذ طيلة أيام المعرض.

وتمثل هذه التظاهرة الكبرى مناسبة لإبراز صورة المغرب كبلد الثقافة والانفتاح، وتأكيد مكانة الرباط، التي تستعد لأن تحمل لقب العاصمة العالمية للكتاب سنة 2026، كوجهة ثقافية على المستويين العربي والدولي.

وفي لحظة رسمية، استعرض الأمير مولاي رشيد لدى وصوله إلى فضاء المعرض تشكيلة من القوات المساعدة، قبل أن يتقدم للسلام عليه عدد من الشخصيات، من بينها وزير الشباب والثقافة والتواصل السيد محمد مهدي بنسعيد، وصاحبة السمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، إلى جانب مسؤولين مغاربة ودوليين بارزين في المجال الثقافي.

إن المغرب، من خلال هذه الدورة الجديدة لمعرض النشر والكتاب، يجدد التزامه بدعم الثقافة والمعرفة، ويؤكد أن الاستثمار في العقل المغربي هو حجر الزاوية لبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.