حقيقة الإحصاء الفلاحي في المغرب: وزير الفلاحة يكشف الأرقام، والفلاحون يكشفون الواقع!

بينما يتحدث وزير الفلاحة والصيد البحري، أحمد البواري، عن إحصاء رسمي يكشف عن وجود 3 ملايين رأس فقط من الأغنام جاهزة للذبح في عيد الأضحى، خرج الفلاحون عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليؤكدوا أن الأرقام التي تم الإعلان عنها بعيدة كل البعد عن الواقع. حديث البواري عن أزمة في عدد الأضاحي لتلبية الطلب الوطني لم يجد صدى طيباً لدى معظم الفلاحين، بل كشفوا عن كواليس غير معلنة.

ففي حوار مع جريدة “هسبريس”، قال الوزير إن الإحصاء الوطني للقطاع الفلاحي كان شاملاً ودقيقاً، مؤكداً أن 3 ملايين رأس فقط ستكون جاهزة لعيد الأضحى، في وقت يحتاج فيه السوق إلى 6 ملايين رأس. لكن هذه التصريحات اصطدمت بواقع مرير كشفه الفلاحون، الذين استخدموا منصات التواصل الاجتماعي لتوضيح الوضع: “أغلبنا لم يسجل أغنامه في الإحصاء خوفاً من فقدان الدعم الاجتماعي المباشر، وبعضنا يخشى أن يؤثر تسجيل قطعانه على حصص الدعم التي يتلقاها.”

الوزير في حديثه أشار إلى أن الإحصاء قد يتضمن بعض الهوامش للخطأ، وهو ما لم يتردد الفلاحون في تأكيده. فالمعطيات الحقيقية لا تعكس الأرقام التي تم تقديمها، وأصبح الجدل يتسع حول مصداقية هذا الإحصاء. في الوقت الذي كانت فيه الحكومة تطمئن المواطنين بالإعلان عن انخفاض الأرقام، كان الفلاحون يصرخون عبر منصات الإنترنت مؤكدين أن أعداد الأغنام المسجلة أقل من الواقع، مشيرين إلى أن تخوفاتهم من تأثير التسجيل على الدعم جعلتهم يختارون التكتّم.

هذا التناقض بين تصريحات الوزير وواقع الفلاحين على الأرض يفتح العديد من التساؤلات حول مصداقية الأرقام الرسمية وقدرة الحكومة على احتواء أزمة قد تكون أخطر مما يتم الحديث عنه. فبينما يُحذّر وزير الفلاحة من نقص في الأضاحي، يرى البعض أن الحكومة قد تكون قد برمجت خطة بديلة، مثل استيراد الأغنام من الخارج، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق في هذا الموسم.

وسط هذا الجدل، يبدو أن المغاربة مهددون بارتفاع كبير في الأسعار، في وقت أصبح فيه “الرقم” الذي يصدر عن الجهات الرسمية محل تساؤلات وشكوك. في النهاية، تبقى الحقيقة على الأرض هي الفصل، والشعب المغربي ينتظر أن تظهر في الأيام القادمة مدى تأثير هذا الإحصاء على القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى.