غياب المهدي بنسعيد عن اختتام برنامج التخييم: موقف غامض يثير الجدل في المغرب

الوطن24/ بوزنيقة
في خطوة غير متوقعة، غاب وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، المهدي بنسعيد، عن حفل اختتام البرنامج الوطني للتخييم لعام 2024 الذي أقيم ببوزنيقة، بالإضافة إلى حفل العرفان الذي استضافته قاعة علال الفاسي بالرباط. هذا الغياب أثار تساؤلات عميقة في المغرب حول أسبابه ودلالاته، خاصة أن الوزير عُرف بحضوره المستمر ومتابعته الدقيقة لجميع محطات هذا البرنامج.
الحدث شهد تكريماً للأطر الذين ساهموا لسنوات طويلة في تأطير المخيمات، بالإضافة إلى المديرين الجهويين الذين اقتربوا من التقاعد أو أحيلوا عليه. ورغم أهمية المناسبة، كان غياب الوزير لافتاً، ما دفع المراقبين في المغرب إلى التساؤل عما إذا كان الأمر تعبيراً عن موقف غير معلن تجاه البرنامج أو طريقة تدبيره.
من جهة أخرى، برزت ملاحظة أثارت استغراب الحاضرين، وهي غياب أي تكريم للأطر المنتمية إلى الأقاليم الجنوبية للمغرب، بالرغم من الخطاب الملكي الأخير بمناسبة المسيرة الخضراء الذي ركز على ضرورة تعزيز حضور هذه الأقاليم في مختلف البرامج الوطنية، بما في ذلك البرامج الشبابية والتربوية.
غياب التكريم للأقاليم الجنوبية يعكس تناقضاً بين التوجيهات الملكية والتنفيذ العملي، ما يطرح تساؤلات داخل المغرب حول مدى فعالية إدماج الأقاليم الجنوبية في المشاريع التنموية. هذا النقص أثار ردود فعل من المهتمين الذين طالبوا بإعادة النظر في سياسات تكريم الأطر وضمان شمولية أكبر للبرنامج.
البرنامج الوطني للتخييم يُعد من أبرز المبادرات الوطنية لتعزيز القيم وتنمية المهارات لدى الشباب المغربي. إلا أن غياب الوزير ووجود بعض الثغرات التنظيمية في اختتام هذا الموسم يسلطان الضوء على الحاجة إلى تقييم أعمق للبرنامج.
يبقى السؤال: هل يُمكن قراءة غياب المهدي بنسعيد كمؤشر على تغييرات مرتقبة في السياسة المتبعة تجاه هذا البرنامج في المغرب؟ أم أنه مجرد غياب عابر؟ أسئلة تبقى مفتوحة، لكنها تعكس الحاجة إلى نقاش وطني حول كيفية تطوير البرامج الشبابية لتشمل جميع الفئات والمناطق، بما يخدم مصلحة المغرب الكبير.