قنبلة في قلب الليغا الإسبانية – هل يُدار الدوري الكروي من فوق صافرة الحكم؟

الوطن24/ مدريد
في تصريح صادم عقب مباراة فريقه ضد برشلونة، قال مدرب سيلتا فيغو: “كل فرق العالم تلعب بـ11 لاعباً، إلا برشلونة تلعب بـ12!”، كلمات أطلقها المدرب كشتيمة غير مباشرة، لكنها فجّرت موجة من التساؤلات حول نزاهة التحكيم في الدوري الإسباني. هذا التصريح لم يكن مجرد تعبير عن خيبة أمل بعد الهزيمة، بل كان بمثابة قنبلة إعلامية ألقت بظلالها على المصداقية التي لطالما كانت سمة الدوري الإسباني.

تحقيقات سابقة وضغوطات مستمرة
لم يكن هذا التصريح الأول من نوعه، بل كان تأكيدًا لما أثير سابقًا في بعض الأوساط الرياضية. السنوات الأخيرة شهدت العديد من الفضائح المتعلقة بلجنة الحكام الإسبانية، على رأسها قضية “نيغريرا”، والتي تورط فيها نادي برشلونة بعلاقته مع نائب رئيس لجنة الحكام السابق. تلك الفضائح فتحت باب الشكوك على مصراعيه حول مدى تأثير التحكيم في نتائج المباريات الكبرى، وعززت الفكرة القائلة بأن هناك انحيازًا لصالح بعض الأندية.

أرقام مخيفة تسلط الضوء على الأزمة
أرقام مثيرة للجدل تحيط بالدوري الإسباني، من بينها عدد ركلات الجزاء التي تُمنح لبرشلونة وريال مدريد في مباريات حاسمة، بالإضافة إلى الأخطاء التحكيمية المتكررة في الأوقات الحاسمة. هذه الأرقام دفعت العديد من المدربين واللاعبين إلى الحديث عن تأثير غير مرئي من “اللاعب رقم 12” – الحكم الذي يبدو أحيانًا جزءًا من معادلة الفوز في المباريات.

أصوات تتعالى ضد التحكيم الإسباني
هذا التصريح لم يكن الأول من نوعه، حيث سبقه العديد من الأصوات التي ارتفعت احتجاجًا على قرارات تحكيمية تُعتبر متحيزة ضد فرق أخرى. مدربو فياريال، خيتافي، وريال سوسيداد، وحتى لاعبين كبار مثل إيكر كاسياس وتشافي ألونسو، تحدثوا عن تفضيل غير مبرر للأندية الكبرى، واعتبروا أن التحكيم في بعض الأحيان يتجاوز كونه مجرد أداة لإدارة المباريات ليصبح طرفًا في صراع البطولات.

التحكيم الإسباني على المحك
اليوم، مع تصعيد القضايا المرتبطة بالتحكيم، أصبح من الضروري على الدوري الإسباني اتخاذ خطوات حاسمة لاستعادة الثقة المفقودة. وإذا كانت تقنية الـ”VAR” قد تم إدخالها لتحسين دقة القرارات، فإنها أصبحت في بعض الأحيان عاملًا إضافيًا للجدل، خصوصًا في المباريات التي تحتدم فيها المنافسة بين الأندية الكبرى.
هل سيستطيع الدوري الإسباني تجاوز هذه الأزمة وإعادة تصحيح المسار؟ أم سيظل التحكيم في قفص الاتهام، مع استمرار تساؤلات الجمهور واللاعبين حول حقيقة “اللاعب رقم 12″؟