المغرب : أسئلة محرجة حول واقع الصحافة المغربية .. بين الحجب والحرية
الوطن 24/ بقلم: عبد الهادي العسلة.
في الآونة الأخيرة، أصبح حديث الحجب والمراقبة في الصحافة المغربية يطرح العديد من الأسئلة المحرجة. لماذا تم حذف الحوار الذي أجراه سليمان الريسوني؟ هل نحن فعلاً أمام مشهد إعلامي يفتقر إلى حرية التعبير؟ كيف يمكن لنقابة تحمل بطاقة الصحافة أن تقمع حرية الصحفيين بدلاً من حمايتها؟ أليس من العجيب أن تعيش في بلد يُفترض أنه يحمي حقوق الصحفيين، بينما نجد وسائل الإعلام تُمارس الرقابة على نفسها؟
ماذا يعني أن نقابة تقف على الحياد تجاه قضايا حرية التعبير، ثم تتدخل في حجب حوار عادي لمواطن عادي؟ هل هذه هي القيم التي نريد أن نرسخها في الصحافة المغربية؟ كيف يمكن أن نثق في إعلام يتبع مصالح فئة معينة بينما يتجاهل أصوات المواطنين؟ ألم يُظهر هذا الحادث حقيقة أن الصحفيين أصبحوا ضحايا لنظام إعلامي مُحتكر؟
ما هو الثمن الذي يجب أن يدفعه الصحفي ليبقى صوته مسموعًا في بيئة مشبوهة؟ هل يعقل أن نقبل بنظام إعلامي يضع الصحفيين بين فكي كماشة، بين الدولة ومصالحهم الشخصية؟ كيف يمكن لنا كصحفيين وناشطين أن نعيد بناء الثقة مع المجتمع في ظل هذه الأوضاع؟
لماذا لا نتساءل عن مستقبل الإعلام في المغرب، خصوصًا مع اقتراب مونديال 2030؟ هل ستكون الصحافة المستقلة جزءًا من هذا المشهد، أم أننا سنستمر في السير نحو مزيد من القمع والرقابة؟ كيف يمكننا ضمان حرية التعبير في مغرب 2024 إذا كانت الأصوات المعارضة تُحجب بطريقة منهجية؟
أليس من المحزن أن نجد أن الحوار والنقاش أصبحا معادلة صعبة في إعلامنا؟ لماذا لا يُتاح للصحفيين فرصة طرح الأسئلة الصعبة دون خوف من العواقب؟ هل يُعتبر الحجب وسيلة لتأمين مصالح معينة على حساب الشفافية والمصداقية؟ كيف يمكن لبلد أن يتطلع إلى المستقبل إذا كانت حرية التعبير تُكبح بهذه الطريقة؟
هل يجب علينا الانتظار حتى يتجذر القمع أكثر، أم أن الوقت قد حان لنُطلق صرخة قوية ضد هذا الواقع المظلم؟ كيف سنحافظ على صوت الشعب إذا استمر هذا النهج في التعامل مع الإعلام والصحافة؟ ماذا عن المسؤولية التي يتحملها كل من له علاقة بالصحافة في بلادنا؟ هل سنظل نراقب هذه المأساة دون أن نتخذ خطوات عملية لتحقيق التغيير؟
إن التحدي الذي نواجهه الآن هو كيفية إعادة بناء الإعلام في المغرب بحيث يصبح منصة للحرية والتعبير، بدلاً من كونه أداة للرقابة والقمع. هل نجرؤ على طرح هذه الأسئلة، أم سنكتفي بالصمت أمام هذا الواقع؟