المغرب : أزمة السكن في الحوز / معاناة مستمرة تحت رحمة الخيام

الوطن 24 / بقلم أبو آية
منذ عشرة أشهر، ضرب زلزال مدمر منطقة الحوز، مما تسبب في تدمير واسع للمنازل والبنية التحتية. ورغم مرور كل هذا الوقت، لا يزال العديد من سكان الحوز يعيشون في الخيام، بينما تركز الحكومة على بناء منشآت رياضية استعدادًا لاستضافة كأس إفريقيا وكأس العالم.
- الوضع الحالي في الحوز
عندما نتحدث عن سكان الحوز اليوم، نتحدث عن أناس يعانون من فقدان منازلهم وأمانهم. العيش في الخيام لعدة أشهر يعني مواجهة الظروف الجوية القاسية، وقلة الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء. الأطفال لا يتمكنون من الذهاب إلى المدارس بشكل منتظم، والعائلات تواجه صعوبات يومية في تأمين احتياجاتها الأساسية.
- أولويات الحكومة المتضاربة.
من الملاحظ أن الحكومة تولي اهتمامًا كبيرًا لبناء وتجهيز الملاعب والمنشآت الرياضية استعدادًا للبطولات الدولية القادمة. هذا الأمر يثير تساؤلات حول الأولويات الحقيقية للحكومة، وهل من المعقول أن يتم تفضيل بناء المنشآت الرياضية على توفير السكن للمواطنين المتضررين من الكارثة الطبيعية؟
- الإعلام ودوره في التغطية
الإعلام المحلي، الذي من المفترض أن يكون عين الشعب على الأحداث، قد يلعب أحيانًا دورًا مضللاً. بدلاً من تسليط الضوء على معاناة السكان ونقل صوتهم، يركز البعض على تغطية إنجازات الحكومة في بناء الملاعب واستعداداتها للبطولات. هذا التوجه يصنع عدوًا وهميًا ويجعل من يتحدث عن المشاكل الحقيقية يبدو وكأنه معارض لمصلحة البلاد.
- تأثير الأزمة على السكان.
العيش في الخيام ليس مجرد مشكلة مادية بل هو أزمة إنسانية. الصحة النفسية للسكان تتأثر بشكل كبير، حيث يعيش الناس في حالة من القلق وعدم الاستقرار. الأطفال هم الأكثر تضررًا، حيث يفقدون بيئة التعليم المناسبة والآمنة. كما أن الظروف المعيشية الصعبة تزيد من مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة.
- ضرورة التحرك العاجل
- لا يمكن الانتظار أكثر، يجب أن يكون هناك تحرك عاجل وفوري من الحكومة والمؤسسات المعنية لإعادة بناء المنازل وتوفير السكن اللائق للمواطنين. يجب أن تكون هناك خطة شاملة ومحددة زمنياً لإعادة الإعمار، مع تخصيص الموارد اللازمة لذلك.
في الأخير، يجب أن نتذكر أن التنمية الحقيقية تبدأ من الإنسان. لا يمكن تحقيق أي تقدم أو نجاح دون الاهتمام بالمواطنين وتلبية احتياجاتهم الأساسية. إن إعادة بناء المنازل وتوفير السكن اللائق لسكان الحوز يجب أن تكون على رأس أولويات الحكومة، وكل تأخير في ذلك يعني المزيد من المعاناة للمتضررين. الإعلام أيضاً يجب أن يكون صادقاً وشفافاً في نقل الحقائق، دون تحيز أو تضليل.